شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد على ضرورة الاستدامة في الخطط التنموية التي تعتزم الدولة تنفيذها من خلال مشاريعها وضمان تكافؤ الفرص والعدالة في توزيع الثروات بين جميع أفراد المجتمع ومختلف الأجيال المتلاحقة.
وأكد النائب الأول، في مقابلة مع تلفزيون الكويت أمس على أن اختيار المنطقة الشمالية من البلاد من أجل أن تكون الكويت محضنا دوليا لجلب استثمارات كبيرة وربطها مع الكويت على أن تكون هذه الاستثمارات تحت حماية الجميع، الأمر الذي سيخفف على الدولة شراء السلاح بسبب وجود منظومة بشرية واقتصادية متصلة بالعالم.
واشار الى ان الكويت تستمد قدوتها في رؤية 2035 من خلال وقوعها جغرافيا بين حضارتين كبيرتين من أهم وأقدم حضارات العالم وهي حضارة ايلام في الشرق وحضارة ما بين النهرين في الشمال الغربي وهو ما أعطى الكويت عنصر قوة يمكنها من المضي قدما في رؤيتها ومستقبلها. (طالع ص 04-05)
واشار الى أن هناك خطة رئيسة وهي تحتوي على مدن بأغراضها متنوعة وستكون من أكبر المدن المختصة بالمنطقة مثل مدينة طبية وتعليمية ورياضية وستعرض للاستثمار العالمي كي يكون عائدها الأمني والاقتصادي على الدولة كبيرا. وجدد النائب الأول التأكيد على أن مشروع الحرير لا يتعارض مع الدستور أو يتجاوزه وسيكون لمؤسسات الدولة السيادية السلطة على كل شيء ويمنع الاحتكار ويدعم المنافسة على نطاق واسع.
وحول محاذير محافظ البنك المركزي فيما يتعلق بالاختلالات المالية قال للاسف لم نتعامل معها تعاملا جديا لتفاديها لكن الوقت مازال ممكنا لتجاوز المخاطر القادمة اذا تعاونت السلطتان.
كما جدد الشيخ ناصر، خلال اللقاء، التأكيد على أن منطقة الشمال تستوعب استثمارات بحجم بين 450 و600 مليار دولار لكنها مشروطة بجاذبية القوانين التي تستقطب رؤوس الأموال الأجنبية ومن بينها تخفيف الضرائب والغاء البيروقراطية القاتلة. وأكد النائب الأول على أن رؤية كويت جديدة 2035 هي رؤية وتمنيات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد باعتباره الرجل المخضرم الذي عاش في البلاد حينما كان الانسان هو العنصر المهم في الدولة وليس البترول معتبرا أن ثراء الاسرة والدولة كان يأتي من الانسان الكويتي لأنه الثروة التي لا تنضب. وبين أن سمو الأمير حرص من خلال هذه الرؤية على تحويل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا وأن يكون الاعتماد على الانسان مثلما كان في الماضي.
وبين الشيخ ناصر أن التوجه الى منطقة شمال البلاد لاقامة مشروع الحرير والمشاريع الأخرى كان بسبب طبيعة العلاقات السياسية والجغرافيا الطبيعية التي تساعدنا على الاتصال بالعوالم البعيدة مثل البحر الأبيض المتوسط امتدادا الى تركيا وشرق أوروبا خصوصا مع وجود ميناء مبارك الكبير الذي سيكون بمثابة حلقة الوصل لبلوغ تلك المناطق.
وكشف الشيخ ناصر عن تشجيع العراق ودعمه لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري مشيرا الى أن البضائع التي تريد المرور الى الشمال ليس أمامها سوى طريقين هما الكويت والعراق. وقال: سنحاول تعويض الفترة التي تأخرنا فيها بمشروع الشمال خلال الأيام القادمة، مؤكداً أنه تم الانتهاء من مسودة القانون الخاص بمشروع الشمال وأعتقد أنه منصف للجميع ومطمئن لاقراره في القريب العاجل. وأكد النائب الأول على أهمية تفعيل القوانين المشجعة على الاستثمار ورفع مستوى التعليم في البلاد، وكشف عن وجود توجه حكومي الى منح المواطنين تأمينا تعليميا وطبيا لمساعدة الاسرة على تحمل مسؤولية اختيار نوعية التعليم والصحة. وشدد الشيخ ناصر، في لقاء مع تلفزيون الكويت أمس، على حرص الدولة على رفع مستوى الخدمات الحكومية وجعلها منافسة للخدمات في القطاع الخاص.
واشار الشيخ ناصر الى أن سمو الأمير أعطانا ميزانية لايجاد شركة مثالية لدراسة إعادة ترتيب ادارة الدولة بحيث تكون ادارة بشكل يضيف للدولة ولا تكون عبئا عليها.
واعتبر أن تحرك الكويت في طريق تحقيق رؤيتها التنموية يعتبر ثقيلا مقارنة مع دول الخليج الأخرى التي لديها رؤى تنموية مماثلة لوجود نظام وآلية طويلة تبطئ من عملية الانجاز.
وأشار الشيخ ناصر الى العمالة الوافدة غير المنتجة مؤكداً أنه أمر غير صحي، الوافد المنتج مهم ومفيد لكن لا يمكن أن يكون عدد العمالة الوافدة غير المنتجة أضعاف المواطنين، هذا خطر وعلينا أن نتعامل معه.
وأكد انه من الثوابت بالنسبة له البدء بوقف الهدر في الدولة ومؤسساتها قبل الالتفات لأي شيء آخر.
مشيراً الى أنه اذا لم تعط للانسان فرصته لاثبات كفاءته فلن تنصفه واذا كانت وظيفة ينجزها شخص واحد وتعطيها لخمسين شخصاً كيف يثبت الكويتي كفاءته لك؟
واكد الشيخ ناصر صباح الأحمد حرصه على عدم نقل مشاكل الادارة الحالية للمنطقة الشمالية لذلك اخترنا ان يكون مجلس الامناء دولياً ويضم شخصيات لها مصداقيتها عند المستثمرين. وتساءل النائب الاول: كيف نساعد المجتمع على تدمير نفسه بفكرة التقاعد المبكر للمرأة وهي المنتج الاول في المجتمع. وابدى الشيخ ناصر صباح الاحمد تخوفه من ان يصبح في مجتمعنا تفاوت طبقي، هذا خريج مدرسة عامة وذاك خاصة.